السلفين بمشلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السلفين بمشلة

منتدي يساعد علي نشر الدعوة الاسلامية وليس له علاقة بأي حزب بل هو منتدي ديني والله لي التوفيق


    الكلام على حديث : ( اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ )

    avatar
    احمد حمدي
    Admin


    المساهمات : 123
    تاريخ التسجيل : 13/08/2011
    العمر : 31

    متميز الكلام على حديث : ( اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ )

    مُساهمة  احمد حمدي الخميس أغسطس 18, 2011 4:38 pm

    السؤال: لدينا فقيه يقول ( اتركوا الترك ما تركوكم ودعو الحبشة ما ودعوكم ) يقول هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم . هل هذا صحيح ؟ وإن كان صحيحا ، فأنا أريد تفسيره .

    الجواب :
    الحمد لله
    روى أبو داود (4302) والنسائي (3176) والبيهقي (19068) عَنْ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ )
    ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10389) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
    ورواه أيضا (882) من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما .
    وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره .
    وروى البخاري (2928) ومسلم (2912) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ الْأَعْيُنِ حُمْرَ الْوُجُوهِ ذُلْفَ الْأُنُوفِ (قصر الأنف مع انبطاحه) كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ (يعني وجوههم غليظة منبسطة ومدورة) ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ )
    وبوب له أبو داود : " باب في النهى عن تهييج الترك والحبشة " .
    وليس المقصود بهؤلاء الترك ما اشتهر في هذا الزمان من الأتراك في تركيا ، وقد يكون هؤلاء من جملتهم ، ولكن المقصود بهم خلق من الناس هذه صفاتهم وهم في الشرق .
    وهذا الحديث فيه الأمر بتركهم مدة تركهم ، أي : اتركوهم ما داموا تاركين لكم ، وإذا اعتدوا عليكم فالدفاع أمر مطلوب ، قال بعض أهل العلم : إن هذا مخصص للنصوص الدالة على قتال الكفار مطلقاً ؛ وذلك لشدة بأسهم وقوتهم وحقدهم الشديد على المسلمين .
    "شرح سنن أبي داود" ـ عبد المحسن العباد (25 /65)
    وقال السندي رحمه الله :
    " أَيْ اُتْرُكُوا الْحَبَشَة وَالتُّرْك مَا دَامُوا تَارِكِينَ لَكُمْ ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ بِلَاد الْحَبَشَة وَعِرَة وَبَيْن الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنهمْ مَفَاوِز وَقِفَار وَبِحَار ، فَلَمْ يُكَلِّف الْمُسْلِمِينَ بِدُخُولِ دِيَارهمْ لِكَثْرَةِ التَّعَب .
    وَأَمَّا التُّرْك فَبَأْسهمْ شَدِيد وَبِلَادهمْ بَارِدَة ، وَالْعَرَب وَهُمْ جُنْد الْإِسْلَام كَانُوا مِنْ الْبِلَاد الْحَارَّة ، فَلَمْ يُكَلِّفهُمْ دُخُول بِلَادهمْ ، وَأَمَّا إِذَا دَخَلُوا بِلَاد الْإِسْلَام وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ ، فَلَا يُبَاح تَرْك الْقِتَال كَمَا يَدُلّ عَلَيْهِ ( مَا وَدعُوكُمْ ) " انتهى .
    وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
    " وفي هذه السنة ( سنة ثلاث وأربعين وستمائة ) كانت وقعة عظيمة بين جيش الخليفة وبين التتار لعنهم الله ، فكسرهم المسلمون كسرة عظيمة وفرقوا شملهم ، وهزموا من بين أيديهم ، فلم يلحقوهم ولم يتبعوهم ، خوفا من غائلة مكرهم وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتركوا الترك ما تركوكم ) " انتهى من "البداية والنهاية" (13 /196) .

    وهذا النهي عن تهييج الترك والأحباش ، أو ابتدائهم بقتال ، هو من كمال شفقته ورحمته صلى الله عليه وسلم بأمته ، تصديقا لقوله تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) التوبة/ 128
    والله أعلم .


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 3:02 pm