السلفين بمشلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السلفين بمشلة

منتدي يساعد علي نشر الدعوة الاسلامية وليس له علاقة بأي حزب بل هو منتدي ديني والله لي التوفيق


    الكلام على حديث ( أصحابي كالنجوم ) سندا ومتنا .

    avatar
    احمد حمدي
    Admin


    المساهمات : 123
    تاريخ التسجيل : 13/08/2011
    العمر : 31

    متميز الكلام على حديث ( أصحابي كالنجوم ) سندا ومتنا .

    مُساهمة  احمد حمدي الخميس أغسطس 18, 2011 4:32 pm

    السؤال: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، هل هذا الحديث صحيح ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    هذا الحديث رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (895) وابن حزم في "الإحكام" (6/244) من طريق سلام بن سليم ، قال : حدثنا الحارث بن غصين ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )
    وسلام بن سليم ، ويقال ابن سليمان ، متروك متهم قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال ابن حبان : يروى عن الثقات الموضوعات كأنه كان المعتمد لها .
    "المجروحين" (1 /339)

    وأخرجه الخطيب في " الكفاية في علم الرواية " ( ص 48 ) والبيهقي في " المدخل " ( 152 ) والديلمي ( 4 / 75 ) من طريق سليمان ابن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : ( إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء ، فأيها أخذتم به اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة )
    وهذا إسناد ضعيف جدا : سليمان بن أبي كريمة ضعيف ، وجويبر هو ابن سعيد الأزدي ، متروك ، كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه ابن المديني جدا .
    "ميزان الاعتدال" (2/222) – "التهذيب" (2/106)
    والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي لم يلق ابن عباس ، وقال البيهقي عقبه : " هذا حديث متنه مشهور ، وأسانيده ضعيفة ، لم يثبت في هذا إسناد " .

    ورواه ابن عساكر في "تاريخه" (19/383) والديلمي في " مسنده " (2/190) من طريق نعيم ابن حماد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا : ( سألت ربي عز وجل فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إلي : يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء ، بعضها أضوأ من بعض ؛ فمن أخذ بشئ مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى "
    وهذا إسناد تالف ، نعيم بن حماد ضعيف ، وعبد الرحيم بن زيد العمي كذاب .
    "التهذيب" (6/274)
    وذكره ابن عبد البر معلقا ( 2 / 183) من طريق أبي شهاب الحناط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به .
    ثم قال ابن عبد البر : " وهذا إسناد لا يصح ، ولا يرويه عن نافع من يحتج به " .
    وحمزة هذا هو ابن أبي حمزة ، قال ابن معين : لا يساوى فلسا ، وقال البخاري: منكر الحديث ، وقال الدارقطني : متروك ، وقال ابن عدى : عامة ما يرويه موضوع .
    "ميزان الاعتدال" (1 /606)

    وقد تواردت نصوص أهل العلم بعدم صحة هذا الحديث :
    فقال الإمام أحمد : " لا يصح هذا الحديث " .
    "سلسلة الأحاديث الضعيفة" ، للشيخ الألباني (1 /145) .
    وَقَالَ الْحَافِظ أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق الْبَزَّار :
    " هَذَا الْكَلَام لم يَصح عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم " .
    "البدر المنير" (9 /587) .
    وقال ابن حزم :
    " باطل مكذوب من توليد أهل الفسق لوجوه ضرورية " .
    "الإحكام في أصول الأحكام " (5 /61) .
    وقال ابن الملقن :
    " جميع طرقه ضعيفة " .
    "البدر المنير" (9 /587)
    وقال ابن القيم :
    " روي من طرق ، ولا يثبت شيء منها " .
    إعلام الموقعين [2 /242]
    وقال الشوكاني في"الفتح الرباني" (5/179)
    " صرح أئمة الجرح والتعديل بأنه لا يصح منها شيء ، وأن هذا الحديث لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " .
    وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (58) : " موضوع " .

    قال الإمام ابن حزم رحمه الله في بيان بطلان هذا الحديث متنا :
    " من المحال أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع كل قائل من الصحابة رضي الله عنهم ، وفيهم من يحلل الشيء وغيره منهم يحرمه ، ولو كان ذلك لكان بيع الخمر حلالا اقتداء بسمرة بن جندب ، ولكان أكل البرَد للصائم حلالا اقتداء بأبي طلحة وحراما اقتداء بغيره منهم ، ولكان ترك الغسل من الإكسال واجبا اقتداء بعلي وعثمان وطلحة وأبي أيوب وأبي بن كعب ، وحراما اقتداء بعائشة وابن عمر ، ولكان بيع الثمر قبل ظهور الطيب فيها حلالا اقتداء بعمر ، حراما اقتداء بغيره منهم ، وكل هذا مروي عندنا بالأسانيد الصحيحة " انتهى . "الإحكام" (6 /244) .

    فتبين بما سبق بطلان هذا الحديث وعدم صحته سندا ومتنا ، فلا تجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، لعموم قوله : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (ص 7) .
    والله تعالى أعلم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 2:09 pm